مسار العلاقات بين سوريا والإمارات العربية المتحدة في سطور.. 

تأسست العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والإمارات في عام 1971، عقب إعلان الإمارات استقلالها. منذ ذلك الحين، شهدت العلاقات بين البلدين تطورات ملحوظة، تأثرت بالأحداث الإقليمية والدولية، وصولًا إلى سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في ديسمبر 2024.

منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، تبادلت الدولتان فتح السفارات؛ حيث افتتحت الإمارات سفارتها في دمشق، بينما افتتحت سوريا سفارتها في أبوظبي وقنصلية عامة في دبي، وتميزت هذه الفترة بتعاون اقتصادي وثقافي، وتبادل زيارات رسمية بين المسؤولين، مما عزز من الروابط الثنائية.

ومع اندلاع الثورة السورية في عام 2011، اتخذت الإمارات موقفًا داعمًا للشعب السوري، مما أدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد في فبراير 2012، وخلال هذه الفترة، أعربت الإمارات عن قلقها من تصاعد العنف ودعت إلى حل سياسي للأزمة.

وفي ديسمبر 2018، أعلنت الإمارات إعادة فتح سفارتها في دمشق، مشيرة إلى حرصها على إعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي ودعم استقلال وسيادة سوريا. هذا التحرك جاء في سياق جهود عربية لإعادة دمج سوريا في المحيط العربي ومواجهة النفوذ الإقليمي المتصاعد.

وخلال السنوات التالية، استمرت الإمارات في تعزيز علاقاتها مع نظام الأسد، حيث زار وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، دمشق في فبراير 2023 مؤكدًا على دعم الإمارات لاستقرار سوريا ووحدتها، كما قام الأسد بزيارة إلى الإمارات في مارس 2023، في أول زيارة له إلى دولة عربية منذ بداية الثورة.

في 8 ديسمبر 2024، وبعد سقوط نظام بشار الأسد، دعت الإمارات جميع الأطراف السورية إلى تغليب الحكمة وتجنب الفوضى، مؤكدة على ضرورة حماية مؤسسات الدولة السورية وضمان الأمن والاستقرار للشعب السوري، كما أعربت عن قلقها من تصاعد التطرف والإرهاب في المرحلة الانتقالية.
وكان لافتاً أن أول اتصال يجريه الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع بزعيم عربي، مع الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في 18 يناير 2025، حيث شدد الزعيمان على أهمية التنسيق المستمر، وتكثيف الجهود لدعم السوريين وحماية وحدة أراضيه والتزامهما بالعمل المشترك لتحقيق الاستقرار والتنمية في المنطقة.

وسبق الاتصال أن استقبال الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في 6 يناير 2025، لوزير الخارجية في الحكومة السورية الجديدة، أسعد الشيباني في أبوظبي، حيث تم بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية ودعم الاستقرار في سوريا، كما دعت الإمارات الشيباني للمشاركة في القمة العالمية للحكومات في تطور، الأمر الذي عكس حرص الإمارات على دعم سوريا في مرحلة ما بعد الأسد، والمساهمة في إعادة بناء الدولة وضمان وحدتها وسيادتها.