العلاقات بين سوريا وقطر كانت معقدة ومتقلبة، حيث مرت بمراحل من التعاون الوثيق إلى التوتر والقطيعة، خاصة خلال العقدين الأخيرين..
1. العلاقات قبل عام 2011
التسعينيات وحتى أوائل الألفية الجديدة: كانت العلاقات بين سوريا وقطر تتسم بالتعاون الوثيق على عدة أصعدة. قطر، التي كانت تسعى لتعزيز دورها الإقليمي، أقامت علاقات اقتصادية ودبلوماسية متينة مع سوريا.
2000 - 2010: خلال فترة حكم الرئيس بشار الأسد، شهدت العلاقات بين البلدين تحسناً كبيراً، تم تبادل الزيارات الرسمية على أعلى المستويات، وتم توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية، بما في ذلك في مجالات الطاقة والاستثمار، كما لعب قطر دوراً في إنهاء عزل النظام السوري بعد اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري عام 2005.
2. الثورة السورية والقطيعة (2011 - 2024)
2011: مع اندلاع الثورة السورية توترت العلاقات بين البلدين بشكل حاد، حيث كانت قطر من أوائل الدول التي دعمت المعارضة السورية سياسياً ومالياً، وساندت الجهود الدولية لعزل النظام السوري، كما قامت قطر بتقديم دعم كبير للمعارضة المسلحة في سوريا، مما أدى إلى تدهور كبير في العلاقات.
2012 - 2013: في هذه الفترة، تصاعدت التوترات بين البلدين إلى درجة القطيعة التامة، حيث قامت سوريا بإغلاق سفارتها في الدوحة وتم طرد السفير القطري من دمشق، قطر في المقابل قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع النظام السوري واستضافت العديد من قادة المعارضة السورية.
2014 - 2024: خلال هذه الفترة، استمرت القطيعة بين البلدين، حيث حافظت قطر على موقفها الداعم للمعارضة السورية، بينما كانت سوريا تندد بالدور القطري في تأجيج الصراع في البلاد، ولم يكن هناك أي محاولات علنية للتقارب بين الجانبين.
ومع تغير الظروف الإقليمية والدولية، بدأت تظهر مؤشرات على رغبة دول في إعادة تقييم موقفها تجاه النظام السوري، لكن لم يكن هناك تطور كبير على المستوى الرسمي لدى الدوحة، حيث استمرت قطر في تأييد الحلول السياسية للأزمة السورية بدون تطبيع للعلاقات مع النظام السوري، وحافظت على علاقاتها القوية مع فصائل المعارضة السورية.