العلاقات السورية الكويتية تميزت بالتعاون الوثيق والشراكة، لا سيما خلال فترة حرب الخليج الثانية، حيث لعبت سوريا دورًا بارزًا في تحرير الكويت فيما يلي نظرة تفصيلية على هذه العلاقات:

1. العلاقات قبل عام 1990

السبعينيات والثمانينيات: كانت العلاقات بين سوريا والكويت جيدة ومستقرة بشكل عام، حيث كانت الكويت تُعتبر من الدول الداعمة للعلاقات العربية المشتركة، كما تعاونت الدولتان في عدة مجالات، بما في ذلك الاقتصاد والسياسة، وشهدت هذه الفترة زيارات متبادلة على مستوى القادة والمسؤولين.

2. دور سوريا في تحرير الكويت (1990-1991)

أغسطس - آب 1990: عندما غزا العراق الكويت سارعت سوريا إلى إدانة الغزو واعتبرته انتهاكًا صارخًا للسيادة العربية، كان هذا الموقف متماشيًا مع سياسة سوريا في دعم وحدة الدول العربية وحمايتها من العدوان الخارجي.
كما قررت سوريا الانضمام إلى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لتحرير الكويت، وكانت أيضاً من الدول العربية الأولى التي شاركت بفعالية في هذا التحالف، حيث أرسلت قوات عسكرية للمشاركة في عملية "عاصفة الصحراء" لتحرير الكويت.
سوريا بقيادة الرئيس الراحل حافظ الأسد آنذاك، عملت أيضاً على تنسيق الجهود العربية ضمن التحالف، وشددت على ضرورة التوصل إلى حل سلمي للصراع يعيد الكويت إلى سيادتها، وهذا الدور عزز من علاقة دمشق مع دول الخليج وخاصة الكويت.

3. العلاقات بعد تحرير الكويت (1991-2011)

التسعينيات وأوائل الألفية: بعد تحرير الكويت، شهدت العلاقات بين سوريا والكويت تطورًا كبيرًا، حيث أعربت الكويت عن امتنانها لسوريا لمشاركتها في تحرير البلاد، وتطورت العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين بشكل ملحوظ، وتمت العديد من الزيارات الرسمية بين البلدين لتعزيز العلاقات الثنائية، بما في ذلك زيارات على مستوى القادة.
كما قدمت الكويت دعمًا اقتصاديًا لسوريا بما في ذلك الاستثمارات والمساعدات التنموية، ما عزز العلاقات بين البلدين وجعلها من الشراكات القوية في المنطقة.

4. تأثير الأزمة السورية على العلاقات (2011-2020)

2011: مع اندلاع الأزمة السورية، تأثرت العلاقات بين البلدين بشكل ملحوظ، الكويت، مثل العديد من دول الخليج، دعمت المعارضة السورية ودعت إلى حل سياسي للأزمة.

2012: قامت الكويت بسحب سفيرها من دمشق، ولكنها لم تصل إلى حد القطيعة الكاملة مثل بعض الدول الأخرى. الكويت استمرت في الدعوة للحوار والحل السلمي للأزمة السورية، كما أنها من الدول الداعمة للجهود الإنسانية في سوريا، حيث قدمت مساعدات إنسانية كبيرة لدعم الشعب السوري.

5. العلاقات من 2021 حتى 2024

2021: بدأت العلاقات بين سوريا والكويت تشهد بعض التحسن مع تغير الظروف الإقليمية والدولية. الكويت بدأت تنظر في إمكانية إعادة فتح قنوات الحوار مع دمشق، ولكن بشكل حذر.

2022 - 2023: شهدت هذه الفترة بعض الاتصالات غير الرسمية وزيارات على مستويات منخفضة، مع التركيز على البحث عن حلول سياسية للأزمة السورية.

2024: لا تزال العلاقات في مرحلة إعادة التقييم، مع احتمال تحسنها تدريجيًا إذا ما تم التوصل إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية.