العلاقات بين سوريا وسلطنة عمان تتميز بأنها من بين العلاقات الأكثر استقرارًا بين الدول العربية خلال العقود الأخيرة، حيث تمكنت مسقط من الحفاظ على موقف متوازن تجاه نظام الأسد حتى خلال أصعب الفترات في المنطقة.

1. العلاقات قبل عام 2011

التسعينيات وحتى أوائل الألفية الجديدة: العلاقات بين سوريا وعمان كانت ودية ومستقرة، حيث كانت سلطنة عمان تحافظ على علاقات جيدة مع معظم الدول العربية، بما في ذلك سوريا وتميزت هذه العلاقات بتبادل الزيارات الدبلوماسية والتعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والثقافة.

2000 - 2010: خلال هذه الفترة، شهدت العلاقات استمرارية في التعاون والتنسيق، حيث كانت عمان تلتزم بمواقف معتدلة في السياسة الخارجية، مما حافظ على علاقاتها الجيدة مع دمشق.

2. الثورة السورية وموقف عمان (2011 - 2018)

2011: مع اندلاع الثورة السورية، اختارت عمان نهجًا مختلفًا عن معظم الدول الخليجية الأخرى، حيث لم تقطع علاقاتها مع سوريا ولم تتورط في دعم أي من أطراف النزاع بشكل مباشر.

2012 - 2018: عمان حافظت على علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، وكان ذلك واضحًا من خلال عدم إغلاق سفارتها في سوريا، كما كان موقف عمان يقوم على الدعوة إلى الحوار والحل السلمي للأزمة، مع التأكيد على سيادة سوريا ووحدة أراضيها. لم تتورط عمان في التصعيد العسكري أو السياسي ضد سوريا.


3. التقارب والتعاون (2019 - 2024 )

2019: في خطوة لافتة، زار وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي دمشق، حيث التقى بالرئيس بشار الأسد، هذه الزيارة كانت بمثابة تأكيد على سياسة عمان المستقلة والمتوازنة، ودعوتها للحوار لحل الأزمة السورية.

2020 - 2021: استمرت عمان في تعزيز علاقاتها مع سوريا، مع التأكيد على ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل يحقق الاستقرار في سوريا ويحافظ على سيادتها.

2022 - 2024: شهدت العلاقات مزيدًا من التحسن مع زيادة الاتصالات بين الجانبين، حيث استمرت عمان في لعب دور الداعي للحوار بين مختلف الأطراف في سوريا، وفي فبراير 2023 زار الأسد مسقط والتقى مع السلطان هيثم بن طارق.

2024: العلاقات بين سوريا وعمان لا تزال إيجابية ومستقرة، مع استمرار التعاون الدبلوماسي والاقتصادي، ومن المتوقع أن تستمر مسقط في نهجها المعتدل تجاه النظام السوري.