عُمان وسنوات الثورة السورية.. قراءة تفصيلية لموقف مسقط


تعرف سلطنة عمان بأنها تتبع سياسة الحياد الإيجابي من كافة القضايا في المنطقة، حيث تفضل دائماً لعب دور الوسيط على أن الانخراط المباشر في الصراعات والحروب أو الانحياز لطرف على آخر.
هذا النهج في السياسة الخارجية وضعه سلطان عمان الراحل قابوس بن سعيد من توليه السلطة عام 1970 وحتى وفاته عام 2020، وسار من بعده حتى اليوم السلطان هيثم بن طارق، لاسيما فيما يتعلق بالعلاقات في منطقة الشرق الأوسط، فمنذ عام 1970، لم تقطع مسقط علاقاتها الدبلوماسية مع أي بلد في العالم، وفق دبلوماسية الباب المفتوح التي تركز على الحاجة إلى الحفاظ على حوار وعلاقات دبلوماسية مع جميع الحكومات.
كما كان لافتاً أن مسقط حافظت على حيادها خلال فترة الربيع العربي، لاسيما الثورة السورية، حتى وقت طويل من عمرها، حيث لم تقطع علاقاتها مع نظام بشار الأسد وفي نفس الوقت كان تستقبل وفود المعارضة السورية.
هذه السياسة لم تدم طويلاً حيث وبفضل التدخل الروسي وانقلاب الميزان العسكري لصالح نظام الأسد، كانت أول دولة خليجية تعيد سفيرها لدمشق فضلاً عن أنها أصبحت قاعة لقاء بين النظام السوري والجانب الأمريكي خلال التفاوض على عدة قضايا.
وبنظرة سريعة على العلاقات بين البلدين لا يبدو أنها كانت مركزية كما حول الحال مع باقي الدول الخليجية الأخرى، فقد أقيمت العلاقات العُمانية السورية في عام 1987، وجرى تبادل السفراء عام 1988، وكانت هذه بداية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين.
وخلال هذه الورقة سوف نقدم شرحاً وافياً للسياسة العمانية في سوريا، في ضوء نهجها الخارجي خاصة أنها تختلف عن جيرانها في دول مجلس التعاون الخليجي في التعاطي مع أزمات المنطقة القائمة على القوى الناعمة واستمرار خيوط التواصل مع الأطراف كافة.